الإثنين, سبتمبر 22, 2025
الرئيسيةدفاع وأمنإسبانيا تعلن الانضمام إلى برنامج الصواريخ الألماني “Taurus Neo”

إسبانيا تعلن الانضمام إلى برنامج الصواريخ الألماني “Taurus Neo”

قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس، عقب لقائه بنظيرته الإسبانية مارغاريتا روبليس الخميس، إن مدريد أعلنت رسميا نيتها المشاركة في برنامج تطوير واقتناء صاروخ كروز “Taurus Neo”. واعتبر بيستريوس هذه الخطوة إضافة نوعية للتعاون الدفاعي الأوروبي، خاصة وأن إسبانيا تعد من الشركاء الرئيسيين في مشروع المقاتلة الأوروبية المستقبلية (FCAS).

ويأتي الإعلان في وقت خصصت فيه ألمانيا 2.1 مليار يورو لاقتناء نحو 600 صاروخ من هذا الطراز، ما يعكس رغبة مدريد في ضمان موقع مبكر داخل البرنامج، سواء عبر التزود بالمنظومة الجديدة أو عبر مساهمة صناعية مباشرة في مراحل التطوير والإنتاج.

ومنذ 2010، تمتلك القوات الجوية الإسبانية مخزونا محدودا من صواريخ Taurus KEPD 350 المجهزة على مقاتلات F-18 ويوروفايتر تايفون، لكن لا يتجاوز عددها بضع عشرات، مع عقود صيانة ودعم أبرمت سابقا مع شركة MBDA.

ويندرج الانخراط الإسباني في “Taurus Neo” في إطار تحديث قدرات الضربات بعيدة المدى وضمان استقلالية أوروبية أوسع في مجال التسلح، بعيدا عن الارتهان الكامل للقدرات الأميركية. كما يعكس سعي مدريد لتعزيز ثقلها داخل الاتحاد الأوروبي في الملفات الدفاعية، لاسيما أن البرامج المشتركة الكبرى مثل FCAS وأنظمة الصواريخ الجديدة أصبحت ركيزة في إعادة تشكيل الصناعة الدفاعية الأوروبية.

طائرة F18 تحمل صاروخ Taurus
طائرة F18 تحمل صاروخ Taurus

الخصائص التقنية والبعد الاستراتيجي

يمثل صاروخ Taurus Neo نسخة مطورة بشكل شامل للجيل السابق، مع تحسينات لا تقتصر على المدى والدقة فحسب، بل تشمل أيضا قدرات متقدمة لمقاومة الحرب الإلكترونية وإمكانية تحديث البرمجيات بشكل مستمر لتلائم سيناريوهات عملياتية متعددة. هذه الخصائص تمنحه مرونة أكبر مقارنة بالنسخ السابقة التي اعتمدت على أنظمة أكثر ثباتا.

كما أن البرنامج يتسم ببعد صناعي بارز، إذ تشارك فيه شركات أوروبية كبرى مثل MBDA وSaab، مع توقع إدماج شركات إسبانية في خطوط التجميع أو في تزويد بعض المكونات الإلكترونية.

وبالنسبة لمدريد، يشكل هذا الانخراط فرصة لتعزيز قدراتها العسكرية وفي الوقت ذاته حصد مكاسب صناعية وتكنولوجية داخل سوق التسليح الأوروبي.

على الصعيد الاستراتيجي، يصنف الصاروخ ضمن فئة أسلحة “الضربات العميقة” التي تمنح الدول المالكة القدرة على تحييد أهداف محصنة على مسافات بعيدة، من دون تعريض الطيارين لمخاطر مباشرة. وهو ما يجعله أداة ردع متقدمة، خصوصا في بيئة المتوسط والمحيط الأطلسي حيث تنشط إسبانيا عسكريا في إطار حلف الناتو أو بعثات الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات