أعلنت القوات المسلحة الإسبانية يوم 17 شتنبر 2025 عن بدء عملية “سينيرجيا 25”، التي شملت نشر نحو ألف جندي في الأقاليم الواقعة خارج شبه الجزيرة الإيبيرية: جزر الكناري، جزر البليار، سبتة ومليلية، إضافة إلى الجزر الصغيرة القريبة من السواحل المغربية.
العملية التي تقودها القيادة العملياتية البرية، وتتم بتنسيق مع القوات البحرية والجوية ووحدات الأمن السيبراني والفضاء، تهدف إلى “تعزيز المراقبة والحضور العسكري في هذه المناطق ” التي تعتبرها مدريد ذات قيمة استراتيجية.
وشمل الانتشار وحدات تكتيكية في الجزر الثمانية للكناري، مع نشر منظومات دفاع جوي متطورة في قاعدة غاندو، إلى جانب تسيير دوريات بحرية عبر السفينة الحربية BAM Meteoro.
وعززت وحدات من الفيلق الإسباني وجودها في مليلية والجزر الجعفرية، فيما كثفت قوات أخرى دورياتها في جزيرة ليلى (بيريخيل) قرب سبتة. أما في جزر البليار، فقد تم إطلاق دوريات في مايوركا مع خطط لتمديدها إلى إيبيزا.
وقال الجيش الإسباني إن الهدف من العملية هو “ضمان جاهزية القوات الإسبانية وقدرتها على التدخل السريع لحماية هذه المناطق” التي تعتبرها مدريد أساسية في منظومتها الدفاعية.
Os dejamos varias imágenes más de los los caza F18M, del Ala 12, en el Eagle Eye.
Ejecutando órdenes de alerta aérea, 56 aviadores realizan operaciones de presencia, vigilancia y disuasión, con medios por tierra, mar y aire, en la activación Sinergia 25.#MOPS @EjercitoAire pic.twitter.com/77Y8BEDbou— Estado Mayor Defensa 🇪🇸 (@EMADmde) September 18, 2025
سبتة ومليلية في الواجهة… إسبانيا تؤكد جاهزيتها لأي تهديد خارجي
ويرى متابعون أن عملية “سينيرجيا 25” تمثل أكثر من مجرد انتشار عسكري، فهي رسالة سياسية واضحة من مدريد تعبر من خلالها عن استعدادها لمواجهة أي تهديد خارجي محتمل، ورغبتها في تأكيد سيطرتها على الممرات البحرية الحيوية في المحيط الأطلسي أو في البحر المتوسط.
ويعكس اختيار مناطق مثل سبتة ومليلية وتعزيز الوجود في جزر الشفارين (الجزر الجعفرية) حساسية هذه النقاط في الحسابات الإسبانية، خصوصا وأنها توجد على مرمى حجر من السواحل المغربية، وتعود بشكل دائم في النقاشات المرتبطة بعلاقات مدريد والرباط، كما يكتسي تعزيز الدوريات في جزيرة ليلى (بيريخيل) رمزية خاصة، إذ تظل هذه الصخرة الصغيرة عنوانا لتوترات سابقة بين البلدين، وتحرص إسبانيا على إبراز أنها تخضع لمراقبة عسكرية مستمرة.
على الواجهة الأطلسية، يعتبر مراقبون أن التركيز على المياه الإقليمية لجزر الكناري المقابلة للتراب المغربي يعد بمثابة توكيد على أن مدريد تتابع بشكل دقيق التطور العسكري المغربي في المنطقة، خاصة مع توسع الرباط في قدراتها البحرية والجوية، وكذا تصاعد النقاش حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين.
ويبدو أن الهدف من هذه العملية يتجاوز الجانب العسكري الصرف بل ويحمل في طياته رسالة مزدوجة: داخليا، طمأنة الرأي العام الإسباني بقدرة الجيش على حماية الأقاليم البعيدة والممرات البحرية الاستراتيجية؛ وخارجيا، توجيه إشارة إلى المغرب بأن مدريد تراقب عن كثب تحركاته وتطوراته العسكرية، وأنها مستعدة للحفاظ على مواقعها التقليدية في غرب المتوسط والأطلسي.