الإثنين, سبتمبر 22, 2025
الرئيسيةدفاع وأمنالجزائر تبحث عن بدائل لموسكو… والهند تعرض خبراتها الدفاعية

الجزائر تبحث عن بدائل لموسكو… والهند تعرض خبراتها الدفاعية

يستعد رئيس أركان الجيش الهندي، الجنرال أوبيندرا دويفيدي، للقيام بزيارة رسمية إلى الجزائر الأسبوع المقبل، في خطوة توصف بأنها محطة جديدة في مسار التقارب الدفاعي بين نيودلهي والجزائر. وتشكل هذه الزيارة الأولى للمسؤول العسكري الهندي إلى الخارج بعد عملية “سيندور” ضد باكستان، بما يعكس تنامي اهتمام الهند بتوسيع حضورها العسكري والدبلوماسي في شمال إفريقيا.

وبحسب بيان الجيش الهندي، ستتركز المباحثات على تعزيز التعاون المباشر بين الجيشين، وتوسيع برامج التدريب وتبادل الخبرات، إضافة إلى تطوير مبادرات في مجال تنمية القدرات العسكرية. كما سيجري تبادل وجهات النظر بشأن التحديات الأمنية الإقليمية والدولية، في ظل التحولات الجارية على الساحة الدولية.

وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من لقاءات رفيعة المستوى جرت في الآونة الأخيرة . فقد زارت الرئيسة الهندية دروبادـي مورمو الجزائر في أكتوبر الماضي، بينما شهد نوفمبر 2024 توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي خلال زيارة رئيس أركان الدفاع الجنرال أنيل تشوهان إلى الجزائر.

وفي المقابل، قام رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة بزيارة إلى الهند مطلع العام الجاري، حيث تفقد مصانع عسكرية من أبرزها Larsen & Toubro وBharat Forge.

الجزائر تبحث عن شركاء عسكريين جدد

زيارة دويفيدي لا تنفصل عن سياق أوسع يتمثل في سعي الجزائر إلى تنويع شركائها العسكريين بعد عقود من الاعتماد شبه المطلق على روسيا. فمع انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا وتراجع قدراتها التصنيعية والتسويقية، وجدت الجزائر نفسها أمام حاجة ملحة لإيجاد بدائل تضمن استمرارية تحديث جيشها وتطوير صناعاتها الدفاعية.

في هذا الإطار، برزت كل من الهند والولايات المتحدة كخيارين واعدين، إلى جانب استمرار علاقات الجزائر مع الصين.

وتعول الجزائر على الاستفادة من التكنولوجيا الهندية، ولا سيما أن البلدين يشتركان في تشغيل أنظمة دفاعية متقاربة، بما يسهل التعاون في مجال التدريب والتشغيل البيني. كما تسعى الجزائر إلى الولوج إلى خبرات الهند في مجالات الذكاء الاصطناعي العسكري، الصيانة، والتصنيع الدفاعي المحلي.

هذا التحول في العقيدة الجزائرية لا يعني القطيعة مع موسكو، لكنه يعكس رغبة في التحرر من الارتهان لشريك وحيد، والتموضع كلاعب أكثر استقلالية في سوق السلاح العالمي. وبالنسبة للهند، فإن الانفتاح على الجزائر يمثل بوابة استراتيجية إلى فضاء المغرب العربي–الساحل والبحر المتوسط، ويعزز حضورها داخل إفريقيا في مواجهة النفوذ الصيني والروسي المتنامي.

ويرى مراقبون أن هذه الدينامية الجديدة تضع الهند في موقع الشريك القادر على تقديم مزيج من التعاون العسكري والصناعي، مدعوم بخلفية سياسية تقوم على عدم التبعية الكاملة لأي قوة كبرى  والتعاون جنوب–جنوب، وهو ما يمنحها نقاط قوة إضافية في علاقاتها مع الجزائر.

ما الأهمية ؟

تحول استراتيجي في الجزائر: الزيارة تعكس رغبة جزائرية في التحرر من التبعية الدفاعية لروسيا، والانفتاح على شركاء جدد مثل الهند والولايات المتحدة.

مكسب للهند في المنطقة المغاربية–الساحل: يتيح للهند موطئ قدم في فضاء شمال إفريقيا –الساحل ذو الأهمية الجيوسياسية والموارد الحيوية.

توازن إقليمي جديد مع المغرب: المغرب بدوره يعمل منذ فترة على توسيع شراكاته مع إسرائيل وفرنسا، بينما إيران توثق علاقتها بالدفاع مع الهند، مما يعيد تشكيل طبيعة المنافسة الاستراتيجية في شمال إفريقيا.

انخراط عسكري هندي–مغربي ملحوظ: تشمل التعاون العسكري بين الهند والمغرب:

– إنشاء مصنع في المغرب لإنتاج الشاحنات المدنيّة العسكرية Tata WhAP 8×8 للدفاع المحلي والتصدير، وهي أول منشأة دفاعية هندية خارج الهند.

– زيارة وفد عسكري هندي إلى المغرب في يونيو 2025 لتعميق التعاون الدفاعي والاستكشاف المشترك للمجالات الجديدة، بما في ذلك تصنيع الأسلحة المحلية.

-رسالة هندية متوازنة: الهند تبرز كلاعب يسعى لتعزيز التعاون الدفاعي في إفريقيا عبر نهج لا تحيز سياسي، وهو ما يمنحها نقاط قوة إضافية في علاقاتها مع كل من المغرب والجزائر.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات