قضت المحكمة الجنائية في باريس، يوم الجمعة 8 غشت، بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ بحق مغربي يبلغ من العمر 47 عاما، بعد إدانته بتهمة “انتهاك قبر أو نصب تذكاري مخصص لذكرى الموتى”، إثر قيامه بإشعال سيجارته من الشعلة الأبدية على قبر الجندي المجهول تحت قوس النصر.
وأفادت صحيفة لوموند، التي تابعت مجريات الجلسة، بأن المتهم انهار باكيا أمام القضاة، مؤكدا أنه لم يقصد الإساءة، وواصفا فعلته بـ”غباء القرن”، مشيرا إلى أنه تصرف بشكل متهور ويندم عليه بشدة.
وبحسب الصحيفة، أوضح المتهم خلال الجلسة أنه مصاب باضطراب ثنائي القطب منذ عام 2019، وأنه يمزج بين الكحول والأدوية منذ انفصاله عن زوجته في يوليو الماضي. مضيفا أن سجله الجنائي يتضمن 28 إدانة سابقة لجنح بسيطة “مرتبطة بمرضه”، وفق أقواله، وأكد تقرير الخبير النفسي أن قدرته على التمييز كانت مختلة وقت ارتكاب الفعل.
وأشارت لوموند إلى أن النيابة العامة طالبت بسجنه لمدة عام، منها شهران نافذان، مع إبقائه رهن الاعتقال، إضافة إلى منعه من دخول ثلاثة أحياء باريسية. غير أن المحكمة اكتفت بالحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، وإلزامه بالخضوع للعلاج، ودفع يورو واحد رمزي لصالح مركز المعالم الوطنية.
موجة جدل واسعة وتصريحات رسمية
وكان الحادث الذي وثقته سائحة بالفيديو وانتشر على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أثار موجة جدل واستنكار في فرنسا، حيث اعتبر وزير الداخلية برونو ريتايو أن ما جرى “تصرف دنيء وبائس” يمس بذكرى الذين ضحوا من أجل فرنسا، معلنا عزمه سحب تصريح إقامة المتهم، الذي وصل إلى البلاد وهو في التاسعة من عمره.
الفيديو حصد ملايين المشاهدات خلال ساعات، وتحول إلى قضية رأي عام، أعادت النقاش حول احترام الرموز الوطنية والعقوبات المرتبطة بالمساس بها.