أعلن وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، عن عزمه توجيه مذكرة احتجاج دبلوماسية (démarche) إلى القائم بالأعمال المغربي في بريتوريا، عقب الجدل الذي أثارته زيارة الرئيس السابق جاكوب زوما إلى الرباط في يوليو الماضي.
وأوضح لامولا، في رد مكتوب على أسئلة برلمانية، أن الزيارة لم تكن بتفويض رسمي من حكومة جنوب إفريقيا، بل كانت نشاطا حزبيا من طرف حزب uMkhonto weSizwe (MK Party) الذي يقوده زوما، مشددا على أن رفع العلم الجنوب إفريقي بجانب العلم المغربي خلال لقاء زوما مع وزير الخارجية ناصر بوريطة “أوحى خطأ بأن اللقاء تم على مستوى دولة بدولة”، واعتبره “إساءة لاستخدام رمز وطني”.
وأضاف الوزير أن بلاده ستسجل اعتراضها الرسمي على ما وصفه بـ”استغلال العلم الوطني في سياق عبّر فيه المغرب عن موقف مناقض للسياسة الخارجية الرسمية لجنوب إفريقيا بشأن الصحراء الغربية”.
وكانت وزارة العلاقات الدولية في بريتوريا قد اعتبرت في وقت سابق أن رفع العلم الجنوب إفريقي خرق للأعراف الدبلوماسية.
خلفيات الجدل: زيارة زوما إلى الرباط
وكان الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، قد قام بزيارة رسمية إلى الرباط منتصف يوليو 2025، حيث استقبله وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وخلال هذا اللقاء، الذي التقطت فيه صور أظهرت العلمين المغربي والجنوب إفريقي معا، أكد زوما أن الهدف من زيارته هو تعزيز العلاقات بين uMkhonto weSizwe (MK Party) الذي يقوده والمملكة المغربية.

وبالرغم من أن الزيارة لم تندرج في إطار العلاقات الرسمية بين بريتوريا والرباط، فإنها اعتبرت خطوة ذات حمولة سياسية كبيرة، بالنظر إلى المواقف المتباينة بين البلدين حول ملف الصحراء.
وتعد جنوب إفريقيا من أبرز المدافعين عن “البوليساريو ” داخل الاتحاد الإفريقي إلى جانب الجزائر.
وأثار المشهد الذي جمع زوما ببوريطة بجانب العلمين الكثير من الجدل في جنوب إفريقيا ،حيث اعتبرته الحكومة بمثابة ”توظيف غير ملائم” لرمز سيادي يوحي بوجود تقارب رسمي بين الدولتين.
من جهته، دافع الرئيس السابق عن حضوره ورمزية العلم، معتبرا أن “علم جنوب إفريقيا ملك للشعب وليس حكرا على الحكومة”، وأن ظهوره في الرباط لا يعني تبني موقف حكومي رسمي جديد من قضية الصحراء. وبهذا، حاول زوما أن يفصل بين تحركاته السياسية كزعيم حزب معارض وبين السياسات الرسمية للدولة الجنوب إفريقية.