أشرف الملك محمد السادس، اليوم الخميس بالدار البيضاء، على تدشين ورش جديد لإصلاح السفن بميناء العاصمة الاقتصادية، وهو مشروع ضخم رصدت له استثمارات بقيمة 2,5 مليار درهم (نحو 250 مليون دولار)، ويعد من أبرز أوراش إعادة هيكلة المركب المينائي للمدينة.
ويهدف هذا الورش إلى تطوير قطاع بناء وإصلاح السفن في المغرب، وتلبية الطلب الداخلي في هذا المجال مع استقطاب جزء من السوق الدولية.
ويتضمن المشروع حوضا جافا بطول 240 مترا وعرض 40 مترا وعمق 8,10 أمتار، قادر على استيعاب السفن التي يصل طولها إلى 220 مترا، ومنصة لرفع السفن بأبعاد 150 متر × 28 متر وبحمولة تصل إلى 9700 طن، إضافة إلى حوض آخر بطول 60 مترا وعرض 13 مترا وعمق 8,7 أمتار مجهزا برافعة مخصصة للسفن ذات الأحمال الثقيلة.
كما شمل الورش تهيئة 21 هكتارا من الأراضي المسطحة المردومة على البحر، وإنجاز أرصفة مخصصة للإصلاح بطول 660 مترا.
ومن المنتظر أن يسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة المغرب كمحور بحري إقليمي، ودعم قدراته في الصناعات البحرية، واستقطاب استثمارات جديدة، فضلا عن خلق فرص شغل وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
إلى جانب هذا الورش، شملت الزيارة الملكية تدشين ميناء جديد للصيد باستثمار 1,2 مليار درهم (نحو 120 مليون دولار)، ومحطة للرحلات البحرية بطاقة استيعابية تصل إلى 450 ألف مسافر سنويا بكلفة 720 مليون درهم (نحو 72 مليون دولار)، فضلا عن مجمع إداري يضم مجموع المتدخلين في الميناء باستثمار 500 مليون درهم (نحو 50 مليون دولار).
جلالة الملك يدشن ويزور عددا من المشاريع الكبرى المندرجة في إطار إعادة هيكلة وتطوير المركب المينائي للدار البيضاءhttps://t.co/3W5AJmGCqG pic.twitter.com/Dy83uxlwCe
— Agence MAP (@MAP_Information) September 18, 2025
مناقصة لتشغيل الورش البحري الجديد
وكانت الوكالة الوطنية للموانئ قد أطلقت يوم 7 أبريل 2025 مناقصة دولية لمنح امتياز تطوير وتجهيز واستغلال الورش البحري الجديد بميناء الدار البيضاء، الذي يوصف بأنه سيكون أكبر ورش بحري في إفريقيا. ويمتد الامتياز على مدى 30 سنة، ويشمل التهيئة والتجهيز والتمويل والاستغلال والصيانة، بهدف جعل المشروع منصة إقليمية رائدة لصناعة وصيانة السفن.
ونصت شروط المنافسة، على ضرورة امتلاك المرشحين خبرة لا تقل عن عشر سنوات في إدارة ورش مماثل، مع إلزامية تأسيس شركة خاصة يملك فيها المشغل الدولي 51% على الأقل، ما جعل مشاركة الشركات المغربية محصورة في إطار شراكات ثانوية.
وبحسب معطيات نشرتها مجلة أفريكا انتلجنس في يوليوز 2025، فقد تمت الموافقة على أربع ملفات ترشيح لهذه المناقصة، من دون وجود اسم المجموعة الفرنسية “نافال غروب”. في المقابل، برزت الشركة الكورية “هيونداي هيفي إندستريز” في موقع متقدم بعد دخولها في تحالف مع الشركة المغربية “سوماغيك”، فيما لم يعلن بعد عن الفائز النهائي بالامتياز. وتواصل الرباط مشاوراتها لاختيار مشغل دولي قادر على تحويل المشروع إلى مركز صناعي بحري إقليمي، يستجيب لطموحات المملكة في تعزيز أسطولها الوطني وتلبية الطلب المتزايد على خدمات بناء وصيانة السفن.