ناقشت لجنة الشؤون الخارجية والجاليات في البرلمان البرتغالي الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 مشروع قرار يتعلق بالاعتراف بـ“سيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية”.
المشروع، الذي يحمل رقم 123/XVII/1، تم تقديمه رسميا في 1 يوليو 2025 من طرف حزب شيغا (Chega)، وهو حزب يميني قومي محافظ بات يشكل القوة الثالثة في المؤسسة التشريعية بعد الحزب الاشتراكي (PS) والحزب الديمقراطي الاجتماعي (PSD).
وبحسب السجلات المنشورة في الموقع الرسمي للبرلمان البرتغالي، فقد تم إدراج النص ضمن جدول أعمال اللجنة المختصة لمناقشته بندا مستقلا تحت صيغة “العرض والمناقشة” . ولم يتم تسجيل أي إشارة حتى الآن إلى انتقاله نحو مرحلة التصويت في الجلسة العامة، ما يعني أن المبادرة لا تزال في إطار النقاش الأولي على مستوى اللجان البرلمانية.
يذكر أن حزب شيغا تبنى منذ سنوات مواقف خارجية بارزة في اتجاه دعم مغربية الصحراء، وسبق له أن تقدم بمشروع مشابه في دورة برلمانية سابقة، لكنه لم يعتمد آنذاك. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية البرتغالية تقاربا متزايدا على المستوى الحكومي، لا سيما بعد إعلان لشبونة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
نص داعم لمغربية الصحراء ومنتقد لموقف الحكومة
يحمل النص المقدم عنوان: «التوصية إلى الحكومة بالاعتراف بالصحراء الغربية كإقليم سيادي للمملكة المغربية»(Recomenda ao Governo o reconhecimento do Saara Ocidental como território soberano do Reino de Marrocos).
في ديباجته، يعرض المشروع قراءة تاريخية لمسار نزاع الصحراء منذ انسحاب إسبانيا عام 1975، مرورا بالمسيرة الخضراء وتقاسم الإقليم بين المغرب وموريتانيا قبل انسحاب الأخيرة، وصولا إلى السيطرة الفعلية على الجزء الأكبر من المنطقة.
كما يشير إلى “موقف الأمم المتحدة التي ما تزال تعتبر الصحراء إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي، مع تسجيل استمرار مطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير” .
وينتقد النص ما وصفه بـ“الموقف المزدوج” للبرتغال، الذي يجمع بين التعبير عن دعم مبدأ تقرير المصير من جهة، والاعتراف بمقترح الحكم الذاتي المغربي من جهة أخرى، معتبرا أن هذا التردد من شأنه عرقلة تطوير العلاقات الثنائية مع المغرب. كما يستحضر واقعة استبعاد الرباط لشبونة من قائمة الدول التي قبلت مساعدتها بعد زلزال سبتمبر 2023، مشيرا إليها كإشارة على استياء المغرب من هذا الموقف الغامض .
وفي تسويغه، يسرد المشروع سلسلة من الدول التي اعترفت بمغربية الصحراء أو دعمت مقترح الحكم الذاتي، منها الولايات المتحدة (2020)، إسبانيا (2022)، إسرائيل (2023)، والمملكة المتحدة (2025)، معتبرا أن البرتغال تتأخر عن “مسار دولي متنام” يتجه نحو الاعتراف بالسيادة المغربية .
أما في شقه العملي، فيوصي النص الحكومة البرتغالية بـ الاعتراف الفوري بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية ووقف كل أشكال التواصل مع ما يسمى بـ«الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» التي تمثلها جبهة البوليساريو ودعوة البوليساريو إلى إلقاء السلاح والانخراط في مسار تفاوضي سلمي مع الرباط .
وقد وقع على المشروع ستة نواب من كتلة حزب شيغا، بينهم بيدرو بينتو ودييغو باتشيكو دي أموريم، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل، في نظرهم، انسجاما مع “المصلحة الاستراتيجية للبرتغال” في تعزيز الشراكة مع المغرب.