يستعد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، للقيام بزيارة رسمية إلى باريس، ضمن جولة مشاورات دبلوماسية رفيعة مع المسؤولين الفرنسيين، بحسب ما أورد موقع Africa Intelligence يوم الإثنين 28 يوليوز 2025. ومن المرتقب أن يلتقي خلال هذه الزيارة بنظيره الفرنسي، جان-نويل بارو، لبحث عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، على رأسها ملف الصحراء.
وتشير معطيات المصدر ذاته إلى أن اللقاء سيخصص حيزا مهما لمناقشة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي اقترحتها الرباط سنة 2007 وسبق أن نالت دعما معلنا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتبدي باريس، وفق نفس المعطيات، اهتماما متجددا بتفعيل هذا المقترح، وتنتظر من المغرب تقديم خطة عملية لتنزيل التدابير الـ35 التي تتضمنها المبادرة.
وكان المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، قد أشار بدوره، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن في 14 أبريل الماضي، إلى أهمية تقديم توضيحات إضافية حول تفاصيل الحكم الذاتي المقترح، بما في ذلك صلاحيات الهيئات المحلية المفترضة. واعتبر دي ميستورا أن المبادرة، رغم إيجازها، باتت تحظى باهتمام متزايد، ما يستدعي بحسب تعبيره “بلورة فهم أوضح لمضامينها من قبل مختلف الأطراف الدولية المعنية”.

إحياء ذكرى سان كلو… نحو إطار استراتيجي جديد
زيارة بوريطة تأتي أيضا في سياق التحضير لمحطة رمزية مرتقبة: الذكرى السبعون لتوقيع “إعلان سان كلو” في 6 نونبر 1955، الذي مهد لنهاية الحماية الفرنسية وبداية استقلال المغرب. وكان الرئيس ماكرون قد عبر، في خطاب ألقاه أمام البرلمان المغربي في 30 أكتوبر 2024، عن رغبته في أن تشكل المناسبة فرصة لإطلاق “إطار استراتيجي جديد” للعلاقات بين البلدين، يتم التوقيع عليه خلال زيارة دولة منتظرة للملك محمد السادس إلى باريس ، وهو مقترح حظي بترحيب الرباط.
الإطار المزمع يهدف إلى تعزيز الشراكة المغربية–الفرنسية على المستويات الأمنية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، بالإضافة إلى قضايا الهجرة والتعاون الإقليمي. وتعتزم باريس جعل المغرب أول دولة غير أوروبية تنخرط معها في هذا المستوى من التعاون متعدد الأبعاد. وقد تم بالفعل تشكيل لجنة مشتركة لصياغة المقترحات العملية، في أفق إعلان رسمي مرتقب خلال الأشهر المقبلة.