الخميس, أغسطس 7, 2025
الرئيسيةالمغرب - الجزائرتبون يستقبل مستشار ترمب…الجزائر تراهن على الطاقة لاستمالة واشنطن في...

تبون يستقبل مستشار ترمب…الجزائر تراهن على الطاقة لاستمالة واشنطن في ملف الصحراء

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الأحد 27 يوليو 2025، المستشار الخاص للرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر ضمن جولة مغاربية تشمل تونس وليبيا والمغرب.

اللقاء الذي احتضنه قصر المرادية جرى بحضور وزير الخارجية أحمد عطاف، ومدير ديوان الرئاسة عبد العزيز خلاف، والمستشار الدبلوماسي عمار بلاني، إلى جانب سفير الجزائر في واشنطن صبري بوقادوم. وشارك من الجانب الأميركي مدير ديوان المستشار ديفيد ليفينفيلد، ونائب مساعد وزير الخارجية جوشوا هاريس، وسفيرة واشنطن لدى الجزائر إليزابيث مور أوبين.

وفي وقت سابق، التقى بولس والوفد المرافق له بالوزير عطاف في مقر وزارة الشؤون الخارجية، حيث ناقش الطرفان ملفات إقليمية ودولية، كما نوه الطرفان بحسب بيان رسمي بـ “مستوى التنسيق بين البلدين على مستوى مجلس الأمن الأممي، وتبادلا الرؤى والتحاليل بخصوص أبرز القضايا الراهنة بالقارة الإفريقية، وعلى وجه الخصوص تطورات الأوضاع في ليبيا وفي الصحراء الغربية وفي منطقتي الساحل الصحراوي والبحيرات الكبرى”.

اجتماع بين عطاف وبولس
اجتماع بين عطاف وبولس- الجزائر

الصحراء والطاقة في صلب المشاورات

وتشير عدة مصادر إلى أن الزيارة تأتي في سياق تحرك استكشافي تقوم به الإدارة الأميركية لمراجعة مقاربتها في شمال إفريقيا، خصوصا في ما يتعلق بعدد من الملفات الحساسة مثل النزاع في الصحراء، والتعاون الأمني، والطاقة.

ووفق ما نقلته تقارير إعلامية، تسعى الجزائر إلى إقناع واشنطن بعدم دعم أي خطوات تقوض موقفها في ملف الصحراء، لا سيما مع مناقشة مشروع قانون في الكونغرس يصنف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، وهي خطوة أثارت ردود فعل دبلوماسية وتحفظات جزائرية متزايدة.

وتراهن الدبلوماسية الجزائرية على تعزيز قنوات الحوار المباشر مع مراكز القرار في واشنطن، بعد سنوات من الفتور النسبي، وعلى خلفية ما تعتبره ميلا أميركيا متزايدا نحو المغرب منذ إعلان إدارة ترمب الاعتراف بمغربية الصحراء.

إلى جانب الجانب السياسي، تسعى الجزائر إلى تقديم نفسها كشريك استراتيجي في مجال الطاقة والمعادن. وقد سبق لسفير الجزائر في واشنطن، صبري بوقادوم، أن صرح في مقابلة صحفية بأن بلاده “مستعدة للانفتاح اقتصاديا على الولايات المتحدة، والتحدث معها حول ثرواتها من الموارد الطبيعية والبنية التحتية الرقمية”، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى شراكة أوسع في مجالات الطاقة والدفاع، وأضاف:

“السماء هي الحد” (The sky is the limit)، في إشارة إلى طموحات الجزائر في توسيع التعاون مع واشنطن.

صبري بوقادوم سفير الجزائر في واشنطن
صبري بوقادوم سفير الجزائر في واشنطن

اتفاق دفاعي جديد… وتنسيق أمني واستخباراتي

تأتي هذه التحركات أيضا في سياق تعزيز التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة، خاصة بعد توقيع مذكرة تفاهم ثنائية في يناير 2025 بشأن الشراكة الدفاعية. ووفق ما أكده السفير بوقادوم في تصريحات نقلتها  DefenseScoop، فإن الاتفاق الجديد يمثل “إطارا قانونيا موسعا” يسمح بتطوير التعاون الثنائي في مجالات مثل تبادل المعلومات البحرية، مبيعات الأسلحة، البحث والإنقاذ، ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

وبينما تتقلص بعض أشكال التواجد الأميركي في إفريقيا، تراهن الجزائر على تقديم نفسها كشريك أمني موثوق، مدعوم بعنصر بشري خبير بخريطة التفاعلات القبلية والمحلية في شمال إفريقيا، بحسب تعبير السفير الجزائري.

زيارة الرباط على الخط

ومن المنتظر أن ينتقل بولس في الأيام المقبلة إلى الرباط، لإجراء لقاءات مماثلة مع المسؤولين المغاربة. ويرى مراقبون أن هذه الجولة قد تكون بمثابة استطلاع أميركي لمراكز التوازن الجديدة في المنطقة مع سعي واشنطن لإيجاد حل سريع لملف الصحراء، وسط تباينات حادة بين الجزائر والمغرب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات