نقلت مجلة جون أفريك عن مصادر متعددة في الإدارة الأميركية والكونغرس أن الرئيس دونالد ترمب قرر تأجيل القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة والقادة الأفارقة، والتي كان من المفترض عقدها في نيويورك شهر شتنبر المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مرجئا الموعد إلى ربيع 2026، في واشنطن بدل نيويورك.
وأوضح تقرير المجلة، أن البيت الأبيض برر قرار التأجيل بضغط الوقت وقلة الموارد البشرية داخل فريق الشؤون الإفريقية في الخارجية الأميركية، خاصة مع تزايد انشغالات الإدارة في ملفات دولية أكثر إلحاحا مثل الحرب في أوكرانيا والأزمة المتواصلة في غزة، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع في السودان وشرق الكونغو الديمقراطية.
وكان المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية تروي فيتريل، حين ترأسه مكتب الشؤون الإفريقية، قد أعلن لأول مرة عن انعقاد القمة خلال مشاركته في فعالية نظمتها غرفة التجارة الأميركية على هامش منتدى “Africa CEO Forum” في أبيدجان شهر ماي الماضي، متعهدا بأنها ستخصص للتجارة والاستثمار وليس فقط للسياسة أو الأمن.
لكن، تضيف جون أفريك، أن تقاعد فيتريل منذ ذلك الحين، إلى جانب غياب التعبئة السياسية داخل الإدارة، ساهم في انهيار الزخم المحيط بالقمة. وأشارت المجلة إلى أن فريق إفريقيا داخل الإدارة الأميركية يعمل حاليا بموارد محدودة، مما جعل التحضير لقمة بهذا الحجم أمرا غير ممكن في الظرف الراهن.
قلق في الكونغرس من خرق قانوني
وقد يضع قرار التأجيل ترمب في حالة خرق قانوني، بالنظر إلى ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني الأميركي المصادق عليه في ديسمبر 2024، والذي يلزم الرئيس بعقد قمة مع القادة الأفارقة مرة كل سنتين على الأقل، من أجل تعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
غير أن المجلة نقلت عن مراقبين قولهم إن ترمب قد يعتبر أنه لبى هذا الشرط بالفعل من خلال غداء العمل الذي عقده يوم 9 يوليو الماضي مع رؤساء خمس دول إفريقية: الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، موريتانيا، والسنغال.
يذكر أن الرئيس السابق جو بايدن كان قد نظم في ديسمبر 2022 النسخة الثانية من قمة القادة الأفارقة في واشنطن، بعد النسخة الأولى التي انعقدت سنة 2014 في عهد باراك أوباما. ويأتي التأجيل الجديد في وقت تشهد فيه السياسة الأميركية تجاه إفريقيا حالة من التراجع، في ظل صعود الدور الصيني والروسي في القارة.