أطلق الجنرال الإسباني المتقاعد رافائيل دافيلا ألفاريز تحذيرا في مقال طويل، اتهم فيه المغرب بشن ما سماه “حربا هجينة وصامتة” ضد إسبانيا تستهدف أمنها القومي ووحدتها الترابية، خاصة في سبتة ومليلية. واعتبر دافيلا أن إغلاق المغرب للجمارك مع المدينتين، وتنامي الدعوات لتحريرهما، يشكلان إشارات خطيرة لخطة مدروسة تتحرك فيها الرباط بهدوء وثقة، بعيدا عن الأضواء، مستخدمة الضغوط الاقتصادية والهجرة غير النظامية كأدوات استراتيجية. وانتقد الجنرال حكومة بيدرو سانشيز بشدة، واصفا إياها بـ”الجبانة وغير المؤهلة”، واتهمها بالخضوع للابتزاز المغربي وبتجاهل التحذيرات الصادرة عن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسبانية بحسب تعبيره.

قلق من التحالفات الدولية للمغرب وشبح “المسيرة الخضراء”
وأشار دافيلا إلى ما اعتبره “انهيارا” في العلاقات العسكرية بين إسبانيا وحلفائها التقليديين، متهما الولايات المتحدة بالتخلي عن مدريد لصالح الرباط، وملوحا بإمكانية تكرار سيناريو المسيرة الخضراء، ولكن هذه المرة عبر الحدود البرية لسبتة أو مليلية، وربما حتى في جزر الكناري. كما حذر من وجود ما سماه “خلايا نائمة” في بعض المناطق الإسبانية الحساسة، مثل Torre Pacheco، يزعم أنها تخضع لتنسيق مباشر من المخابرات المغربية. ودعا الجنرال المتقاعد قيادة الأركان الإسبانية إلى التعامل مع الوضع باعتباره تهديدا استراتيجيا، محذرا من أن “القصب قد يتحول في أي لحظة إلى رماح”.

من هو الجنرال دافيلا؟ صوت تقليدي داخل المؤسسة العسكرية
رافائيل دافيلا ألفاريز هو جنرال متقاعد برتبة فريق في الجيش الإسباني، ينتمي إلى جيل من الضباط المحافظين الذين خدموا في مواقع حساسة داخل المؤسسة العسكرية، من بينها قيادة الحرس الملكي الإسباني وقيادة القوات في جزر الكناري. بعد تقاعده، أصبح ناشطا في الكتابة والتحليل السياسي والعسكري، ويعرف بمواقفه القومية المتشددة وانتقاداته اللاذعة للحكومات الاشتراكية في إسبانيا. يحتفظ دافيلا بجمهور من المتابعين داخل أوساط الجيش والإعلام اليميني، ويعكس في مقالاته رؤى تيار لا يزال ينظر إلى المغرب من زاوية التهديد التاريخي والمنافس الجيوسياسي، خاصة في ما يتعلق بسبتة ومليلية والصحراء.