شهدت مدن مغربية عدة، بينها الرباط والدار البيضاء ومراكش، موجة احتجاجات شبابية في عطلة نهاية الأسبوع، وصفت من قبل وسائل إعلام دولية بأنها من الأكبر منذ سنوات. وقدمت وكالة أسوشييتد برس (AP) التغطية الإنجليزية الأبرز من الميدان، مؤكدة أن التحركات كانت «بلا قيادة تقليدية» واعتمدت على دعوات عبر تيك توك وديسكورد من مجموعات شبابية مثل “Gen Z 212” و“Morocco Youth Voices”، مع تسجيل أكثر من 120 حالة توقيف بحسب هيئات من المجتمع المدني . وربط تقرير الوكالة بين الشعارات المنادية بتحسين الصحة والتعليم وبين الانتقادات الموجهة للإنفاق على تهيئة الملاعب المرتبطة بالتحضيرات لـ«كان» 2025 ومونديال 2030.
Young Moroccans clash with police while protesting stadium spending and health system decline https://t.co/FArYnq3CTq pic.twitter.com/HKn0c8gWLH
— The Independent (@Independent) September 28, 2025
بالنسبة للصحافة الدولية الناطقة بالإنجليزية، فقد أعادت في أغلبها تغطيات الوكالة كما هو الشأن في واشنطن بوست التي نشرت مادة AP بصورها ومقتطفاتها، ما وسع انتشار الرواية الخبرية للحدث لدى جمهور عالمي أوسع. وفي الاتجاه نفسه، بثت منصات دولية مثل Yahoo News وNewsday نسخا مطابقة تقريبا لتقرير AP، مع إبراز توصيف الاحتجاجات باعتبارها الأكبر منذ أعوام وبتأكيد رقم التوقيفات الذي نقلته الجمعية المدنية . كما أدرجت France 24 بالإنجليزية مادة عاجلة بعنوان: «توقيفات في اليوم الثاني من الاحتجاجات في المغرب»، اعتمادا على معطيات ميدانية وشهادات حقوقية، في حين نقلت Times of Israel عبر مدونتها ما أفادت به فرانس برس (AFP) عن «عشرات الموقوفين» يوم الأحد. هذه الشبكة من الإحالات المتقاطعة بين AP وAFP منحت صورة متماسكة دوليا عن مجريات اليومين.
وفي الفضاء الناطق بالإسبانية ، كانت وكالة إيفي (EFE) العمود الفقري للتغطية: فقد نشرت برقيات متتالية عن منع وقفة السبت في الرباط ثم توقيفات جديدة في اليوم الثاني، لتعيد منصات إقليمية وعالمية نشرها مثل Swissinfo (بالإسبانية) وABC وEl Universo الإكوادورية. وقد عززت تغطية El Independiente هذه الصورة بتحليل يصف الاحتجاجات بأنها «الأكبر منذ سنوات»، مع شرح لدور منصات التواصل (وخاصة ديسكورد/تيك توك) في التعبئة. هكذا تشكلت لدى القارئ الناطق بالإسبانية رواية متصلة زمنيا من المنع إلى التوقيفات، مصدرها الأساسي EFE مع إضافات تحليلية من الصحافة.
❗️🇲🇦 Los jóvenes toman las calles de Marruecos en las mayores protestas de los últimos años: “No queremos el Mundial; queremos hospitales”
🗣️ “¡Queremos hospitales, no estadios!” o “No queremos el Mundial; queremos sanidad”
Por @fcarrionmolina https://t.co/Z7QfVfBZOQ
— El Independiente (@elindepcom) September 29, 2025
أما في الفضاء الفرنكوفوني، فقد تولت فرانس برس (AFP) تقديم الرواية الخبرية الأساسية عن «عشرات الموقوفين» في اليوم الثاني، وهي البرقية التي ظهرت مترجمة أو منقولة على منصات عدة (بينها صفحات اقتصادية أنغلوسكسونية)، إلى جانب إدراج تلفزيوني لدى TV5Monde Afrique في نشراتها الإخبارية يظهر سياق المطالب الشبابية. وبموازاة الخبر العاجل، قدمت لو موند قبل يومين من الاحتجاجات خلفية موسعة عن أزمة مستشفى الحسن الثاني بأكادير و«بلد بسرعتين» بين أوراش البنية التحتية الضخمة وتعثرات الصحة العمومية؛ وهي الخلفية نفسها التي حضرت في شعارات المحتجين نهاية الأسبوع. كما نشرت مادة تناولت هذه المظاهرات بعنوان: «Au Maroc, nouvelles interpellations lors de manifestations pour le deuxième jour d’affilée»، أبرزت فيها اعتقالات جديدة خلال اليوم الثاني من التحركات، وأرفقت الخبر بصورة تُظهر تدخل القوات المساعدة لتوقيف أحد المتظاهرين.
وخلاصة الصورة العامة عبر اللغات الثلاث: أسست AP (بالإنجليزية) وEFE (بالإسبانية) وAFP (بالفرنسية) البنية الخبرية الأساسية التي بنت عليها منصات وصحف عالمية عديدة؛ بينما لم تصدر رويترز مادة ميدانية مباشرة عن احتجاجي السبت والأحد تحديدا حتى ساعة النشر، لكنها قدمت قبل ذلك بأيام سياقا تحليليا واسع التداول حول التفاوت بين إنفاق ملاعب المونديال ومطالب اجتماعية ملحة، وهو سياق ارتبطت به شعارات المحتجين لاحقا.