تشهد منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر منذ الساعات الماضية حملة واسعة تدعو إلى إعفاء وزيرة الثقافة الجديدة، مليكة بن دودة عقب أيام قليلة من تعيينها في منصبها الحكومي.
وقد تصدرت وسوم مثل #نطالب_بحماية_التراث_الجزائري و #الشعب_طالب_بترحيل_مليكة_بن_دودة قائمة الأكثر تداولا على موقع “إكس”، حيث تفاعل معها آلاف الجزائريين عبر تدوينات ومقاطع فيديو وصور.
من فضلكم انضموا للأصوات الحرة لرفض تنصيب #مليكة_بن_دودة على وزارة الثقافة. لنرفع هاشتاغ على X لإيصال صوتنا للسلطات قبل وقوع الضرر على #الجزائر وموروثها الحضاري ❌. فضلا و ليس أمرا التغريد تحت وسم #لا_لمليكة_بن_دودة
. pic.twitter.com/cdO0vc3R1O— Hiba 🌾 (@AfissaHiba) September 15, 2025
الحملة الرقمية جاءت في سياق انتقادات متصاعدة لأداء الوزيرة خلال ولايتها السابقة، إذ يعتبر ناشطون أن حصيلتها “باهتة” ولم تحقق ما كان ينتظر منها في مجال حماية وتثمين التراث الثقافي الجزائري.
وتداول مغردون مقاطع مصورة وتسجيلات منسوبة لأنشطتها السابقة في اليونسكو إضافة إلى صور مشاركتها في فعالية ثقافية في مراكش عام 2019، مرفوقة بتعليقات ساخرة عن مدى جديتها في ما وصفوه ب”حماية التراث” .
ويقول المنتقدون إن قطاع الثقافة في الجزائر يواجه تحديات جسيمة، من بينها الوقوف في وجه محاولات “السطو الثقافي” من دول مجاورة في إشارة إلى المغرب ، فضلا عن ضعف البنية التحتية الثقافية وعدم مواكبة المؤسسات الرسمية للتحولات الرقمية. ويرى هؤلاء أن تعيين بن دودة مجددا “لا يقدم حلولا عملية لهذه التحديات، بل يعيد إنتاج التجارب السابقة التي لم تثمر نتائج ملموسة”.
نرفض تنصيب #مليكة_بن_دودة على رأس وزارة الثقافة @mca_gov_dz ، نظرا لعلاقاتها مع المخزن و فشلها سابقا في تسجيل ملفات الموروث الوطني على رأسه ملف #البلوزة و تواطئها مع المخازنية في تسجيل ملفي #الملحون و #الفانتازيا . @TebbouneAmadjid @mdnGovDz pic.twitter.com/uFF0VqEiXY
— souhila l’algerienne (@algerienne62703) September 15, 2025
في المقابل، يشير بعض المراقبين إلى أن الحملة أخذت طابعا سياسيا، حيث أصبحت تعكس أيضا حالة التململ الشعبي من خيارات الحكومة في التعيينات، أكثر من كونها مرتبطة حصرا بالقطاع الثقافي.
ورغم ذلك، فإن الزخم الرقمي الكبير والتفاعل الواسع قد يضع الحكومة أمام اختبار جدي في التعامل مع هذه المطالب، خاصة أن الأصوات الداعية للتغيير تربط مستقبل الثقافة الوطنية بضرورة “إصلاح عميق وشامل” يبدأ من رأس القطاع.
ولم يصدر عن وزارة الثقافة أو الحكومة أي تعليق رسمي على هذه الحملة، بينما يستمر النقاش محتدما في الفضاء الافتراضي بين مؤيدين ومعارضين لبقاء مليكة بن دودة على رأس الوزارة، في مشهد يعكس مرة أخرى الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في توجيه النقاش العام والتأثير على مسارات القرار السياسي في الجزائر.