الإثنين, سبتمبر 22, 2025
الرئيسيةالمغرب - إفريقيارامافوزا: جنوب إفريقيا تواصل دعم تقرير المصير في الصحراء

رامافوزا: جنوب إفريقيا تواصل دعم تقرير المصير في الصحراء

جدد الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا موقف بلاده من قضية الصحراء، مؤكدا في رسالته الأسبوعية أن السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا “لا تحددها الضغوط الخارجية بل المبادئ”، وأن بلاده “تواصل الوقوف في تضامن مبدئي مع شعب الصحراء الغربية في كفاحه من أجل تقرير المصير”.

وأوضح رامافوزا أن هذا الموقف يندرج ضمن التزام جنوب إفريقيا بالسلام والعدالة، حتى عندما يضعها في خلاف مع دول أخرى داخل القارة الإفريقية. كما شدد على أن المصلحة الوطنية لبلاده ستبقى “مستقلة وغير خاضعة لأي تأثير خارجي”، وأنها تعكس “القيم الدستورية والأولويات الوطنية” بحسب تعبيره.

ويأتي هذا الموقف في ظل جدل حاد تشهده الساحة السياسية الجنوب إفريقية بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السابق جاكوب زوما إلى المغرب، حيث أعلن حزبه دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، في خطوة كسرت الاصطفاف التقليدي وراء سياسة بريتوريا الرسمية الداعمة لجبهة البوليساريو والعدائية تجاه المغرب.

زوما يدعم الحكم الذاتي المغربي… ويشعل جدلا داخليا في جنوب إفريقيا

وكان الرئيس السابق جاكوب زوما وحزبه uMkhonto we Sizwe (MK) أعلن دعمه العلني لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل نزاع الصحراء. وهي الخطوة التي قلبت التوازن التقليدي داخل بريتوريا، حيث ظل الموقف الرسمي للحكومة والحزبي لعقود متماهيا مع جبهة البوليساريو، ومؤيدا لما تسميه “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.

وخلال زيارة رسمية إلى الرباط في منتصف يوليو 2025، التقى زوما بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، حيث وصف خطة الحكم الذاتي بأنها “الحل الوحيد القابل للتطبيق”، مشيرا إلى أن الصحراء “تاريخيا تعود إلى المغرب”. وأكد أن مبادرة الرباط تتماشى مع مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.

وذهب زوما أبعد من ذلك، معتبرا أن التمسك بمشروع دولة مستقلة في الصحراء “لا يخدم استقرار المنطقة”، وأن الانقسام القاري حول هذا الملف يخدم مصالح قوى خارجية أكثر مما يخدم شعوب إفريقيا.

جدل داخلي غير مسبوق

وأثارت زيارة زوما للمغرب جدلا حادا, فقد شنّ حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) الحاكم هجوما لاذعا على الرئيس السابق، واعتبر موقفه “انتهازيا” و”خيانة للمبادئ التاريخية” التي ربطت جنوب إفريقيا بحركات التحرر في القارة. كما أثار استخدام العلم الوطني خلال الزيارة نقاشا واسعا، حيث وصفه قادة الحزب الحاكم بأنه “انتهاك للأعراف الدبلوماسية”، وطالبوا وزارة العلاقات الدولية بتوضيح رسمي.

وزارة العلاقات الدولية بدورها عبّرت عن “قلقها” من الزيارة، فيما دافع حزب زوما بالقول إن اللقاء تم بصفة سياسية طبيعية، وأن رفع العلم كان من باب “الاعتراف بمكانة زوما كزعيم سابق للبلاد”.

وكشف الموقف الجديد للمرة الأولى وجود شرخ داخلي حول السياسة الخارجية في جنوب إفريقيا. ففي حين يتمسك رامافوزا وحزبه ANC بالدفاع عن “تقرير المصير” كخيار مبدئي، يطرح حزب زوما رؤية أكثر براغماتية تراهن على تقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع المغرب، الذي بات يحظى بدعم متزايد في إفريقيا والعالم لخطة الحكم الذاتي.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تنذر بتحول ملف الصحراء إلى موضوع صراع حزبي داخلي، بعدما ظل لسنوات ملفا دبلوماسيا مغلقا، محسوما لصالح جبهة البوليساريو.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات