دافع الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق ورئيس حزب “أومخونتو وي سويزي” (MK) جاكوب زوما، عن استخدامه لعلم بلاده خلال زيارته إلى المغرب، مؤكدا أن العلم “لا يخص الحكومة وحدها بل تعود ملكيته لجميع المواطنين”.
وفي مؤتمر صحفي عقده في ساندتون بعد اجتماع لمسؤولي الحزب، قال زوما ساخرا أمام الصحفيين:
“علم جنوب إفريقيا لا يخص الحكومة. كل مواطن يملك هذا العلم. هل هناك من لا يعرف ذلك؟”
وأضاف موجها حديثه للصحفيين: “أنتم تطرحون الكثير من الأسئلة حول العلم…كل دولة لديها علم، وكل مواطن يملكه، إنه ليس علم الحكومة”.
العلم لا يخص الحكومة وحدها بل تعود ملكيته لجميع المواطنين
جاكوب زوما
يذكر أن زيارة زوما إلى الرباط، والتي جرت في 15 يوليو 2025، شملت لقاء مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، حيث ظهر زوما في صور رسمية مع العلمين المغربي والجنوب أفريقي، وهو ما اعتبره معارضوه “تضليلا دبلوماسيا” يوحي بوجود تمثيل رسمي من بريتوريا.
الزيارة أتت في سياق تحول في خطاب زوما تجاه قضية الصحراء، حيث أعلن دعمه لموقف المغرب، بعد أن كان خلال فترة رئاسته يتبنى موقف بلاده التقليدي الداعم لجبهة البوليساريو.
اعتراض حكومي وانتقادات سياسية حادة
وكان وزير العلاقات الدولية والتعاون رونالد لامولا الجنوب إفريقي أعلن أن وزارته أبلغت المغرب “اعتراضا شديد اللهجة” على ما وصفه بـ”إساءة استخدام الرمز الوطني”، معتبرا أن الرموز الوطنية مثل العلم “تحمل بطبيعتها دلالة على التأييد الرسمي من الدولة، واستخدامها في سياق حزبي معارض يتعارض مع البروتوكول الدبلوماسي ويقوض العلاقات الثنائية”.
المتحدث باسم الوزارة، كريسبين فيري، أوضح بدوره أن رفع العلم في لقاء حزبي يعطي “انطباعها زائفا بوجود تعامل رسمي على مستوى دولة تجاه دولة”، مؤكدا أن المشاركين لم يمثلوا جنوب إفريقيا .
الجدل تجاوز الأوساط الدبلوماسية إلى الساحة السياسية الداخلية، إذ شن المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم (ANC)هجوما لاذعا على زوما ووصفه الأمين العام للحزب، فيكيلي مبالولا، بأنه “خائن”فيما اعتبر الأمين العام السابق لحزب MK، فلويد شيفامبو، موقف زوما بالانتهازي “ويتناقض مع تاريخ جنوب أفريقيا في دعم الشعوب المضطهدة” بحسب تعبيره .