قال ريتشارد ديوك بوتشان الثالث، المرشح لشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى المغرب، إنه سيعمل، في حال المصادقة على تعيينه، على تيسير التقدم نحو حل سياسي لقضية الصحراء، يستند إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تعتبرها واشنطن الإطار الوحيد الجاد والواقعي لحل النزاع.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الإثنين 29 يوليوز 2025، أشار بوتشان إلى أن الرئيس دونالد ترمب كان قد أمر بضرورة التوصل إلى حل سياسي يستند إلى المبادرة المغربية “دون تأخير”، مذكرا في نفس السياق بتصريحات سابقة لوزير الخارجية ماركو روبيو، والتي جدد فيها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، ودعمها للمقترح المغربي كقاعدة وحيدة للتوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف.
وقال السفير المرشح: “إذا ما تم تأكيدي، فسأسعى لتيسير التقدم نحو هذا الهدف”.
وفي سياق متصل، أشاد بوتشان بدور المغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مذكرا بأن الرباط أعادت سنة 2020 علاقاتها مع إسرائيل في إطار “تحالف سلام تاريخي لا يزال يتوسع”. كما اعتبر أن المغرب لعب دورا مهما بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن “الرباط حافظت على قنوات حيوية، وكانت صوتا قويا في الدفع نحو حل للوضع في غزة”.
من هو ريتشارد بوتشان الثالث؟
بدأ ريتشارد بوتشان الثالث مساره الدبلوماسي بتعيينه من طرف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب خلال ولايته الأولى، سفيرا للولايات المتحدة لدى إسبانيا وإمارة أندورا. وبعد مصادقة مجلس الشيوخ على ترشيحه في نوفمبر 2017، تولى مهامه رسميا في يناير 2018، ليمثل واشنطن في واحدة من أبرز عواصم الاتحاد الأوروبي من حيث العلاقات السياسية والاقتصادية.
خلال فترة توليه المنصب، أولى بوتشان اهتماما خاصا بتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية، مع التركيز على ملفات ذات أولوية في السياسة الخارجية الأميركية، من بينها مراجعة آليات الازدواج الضريبي، وتشجيع المبادلات الاستثمارية، ودفع مدريد نحو زيادة مساهماتها الدفاعية في إطار التزاماتها داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبانتهاء ولاية الإدارة التي عينته، غادر منصبه في يناير 2021 ضمن ما يعرف بالتداول الاعتيادي للمناصب الدبلوماسية. غير أن اسمه عاد إلى الواجهة في مارس 2025، حين تم الإعلان عن ترشيحه مجددا من طرف الرئيس ترمب لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى المملكة المغربية، في سياق يتسم بإعادة ترتيب أولويات واشنطن في منطقة شمال إفريقيا.
ومن المنتظر، بعد المصادقة على تعيينه، أن يضطلع بوتشان بدور محوري في مواكبة مسار الشراكة المغربية–الأميركية، لا سيما في ما يتصل بتعزيز التعاون الاقتصادي، ودعم المبادرات الإقليمية المرتبطة بالاستقرار والتنمية، فضلا عن مواصلة التنسيق السياسي بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف الصحراء.