ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في تقرير نُشر يوم 8 يوليو 2025، أن الجزائر تجد نفسها في وضع دبلوماسي متأزم بعد قرار المملكة المتحدة دعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، لتنضم بذلك إلى الولايات المتحدة وفرنسا في تأييد الطرح المغربي.
وأوضح التقرير أن هذا التحول يمثّل نكسة كبيرة للجزائر، التي تعد الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو ، مشيرا إلى أن ثلاثة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن باتوا يدعمون الحل المغربي، ما يعزز عزلة الجزائر على الساحة الدولية.
ونقلت الصحيفة عن ريكاردو فابياني، مدير برنامج شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن القرار البريطاني “إشارة قوية على أن أغلب القوى الغربية الكبرى تقف إلى جانب المغرب”، معتبرا أن الجزائر أصبحت “معزولة” دبلوماسيا.
وتطرّق التقرير إلى التوتر المتصاعد بين الجزائر والإمارات، بعد اتهامات جزائرية للإمارات بـ”تمويل الفوضى” في دول الجوار، وردّ إعلامي جزائري وصف أبوظبي بـ”الدويلة المصطنعة” و”مصنع الفتنة”، عقب مقابلة بثتها قناة إماراتية مع مؤرخ جزائري شكك في الأصول الوطنية للهوية الأمازيغية.

من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل ضمن اتفاقات أبراهام، مقابل اعتراف أمريكي بسيادته على الصحراء، شكّل مصدر قلق كبير للجزائر، خاصة بعد الإعلان عن تعاون عسكري مغربي-إسرائيلي، يشمل تدريبات ومصنعا للطائرات المسيّرة.
كما نبّهت الصحيفة إلى تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ يوليو 2024، بعد أن أنهى الرئيس إيمانويل ماكرون موقفه “الرمادي” بشأن ملف الصحراء، مفضلا الانفتاح على المغرب بدل الاستمرار في محاولات التقارب مع الجزائر. وهو ما دفعها إلى سحب سفيرها من باريس ووقف التعاون الأمني والمرتبط بالهجرة.

ولفتت فايننشال تايمز إلى أن هذا التوتر توسع ليشمل ملفات أخرى، من ضمنها رفض الجزائر استقبال مهاجرين صدر بحقهم قرار ترحيل من فرنسا، وسجن الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، البالغ من العمر 85 عاما، والذي دعا ماكرون للإفراج عنه دون نتيجة.
وفيما لا تزال الجزائر تحافظ على خطاب قومي صلب داعم لقضية الصحراء وفلسطين ، يرى محللون – وفقا للتقرير – أن النظام الجزائري قد ينفتح على حوار مع الولايات المتحدة وفرنسا في الفترة المقبلة، لكنه لن يكون مستعدا لأي تقارب مع المغرب أو الإمارات في ظل المناخ السياسي الحالي.