أعلنت إذاعة فرانس إنتر، مساء الجمعة 5 شتنبر، إيقاف الصحفي توماس لوغران مؤقتا عن العمل, بعد تداول فيديو تم تصويره خلسة يظهره وهو يدلي بتصريحات مثيرة ضد وزيرة الثقافة والمرشحة لبلدية باريس رشيدة داتي.
الفيديو، الذي نشرته مجلة L’Incorrect، تم تصويره داخل مطعم بالعاصمة باريس شهر يوليوز الماضي دون علم المعنيين، حيث يظهر لوغران إلى جانب زميله الصحفي باتريك كوهن، وبحضور السكرتير العام للحزب الاشتراكي بيير جوفيه ورئيس المجلس الوطني للحزب لوك بروسي.
🚨[ EXCLU ] : L’Incorrect publie une seconde vidéo.
« Le problème, avec un Le Pen-Glucksmann, c’est que je ne sais pas ce que fait le centre-droit. Ils sont pas nombreux mais moi je pense qu’ils écoutent France Inter. Et ils écoutent… en masse ! »
🎥@MagLincorrect https://t.co/6TgMQYNgBr pic.twitter.com/gk1NcQmPgB
— Juliette Briens (@JulietteBriens) September 5, 2025
وخلال النقاش، قال لوغران: «نحن نفعل ما يلزم بالنسبة لداتي، باتريك [كوهن] وأنا»، في إشارة إلى مواجهة ترشحها لبلدية باريس سنة 2026 باسم حزب الجمهوريين.
وأوضحت فرانس إنتر أن لوغران «لن يكون على الأثير هذا الأحد»، مشيرة إلى أن القرار يندرج في إطار توقيف احترازي إلى حين البت في القضية.
من جانبها، ردت رشيدة داتي بقوة على ما اعتبرته «انحيازا خطيرا من صحفيين يشتغلون في وسائل إعلام عمومية وصحيفةليبراسيون». وقالت على منصة X: «هذه تصريحات تخالف أخلاقيات المهنة وقد تستوجب فرض عقوبات. على كل طرف أنيتحمل مسؤوليته».
أما لوغران، فقد نفى لوسائل الإعلام أن تكون له نية «محاربة داتي سياسيا»، موضحا أن عمله ينحصر في «تفنيد ما يصفهبأكاذيبها وموقفها من الصحافة».
Des journalistes du service public et Libération affirment “faire ce qu’il faut” pour m’éliminer de l’élection à Paris. Des propos graves et contraires à la déontologie qui peuvent exposer à des sanctions. Chacun doit désormais prendre ses responsabilités. pic.twitter.com/DCFOUkCJBr
— Rachida Dati ن (@datirachida) September 5, 2025
داتي بين الطموحات البلدية والملفات القضائية
تأتي هذه الأزمة الإعلامية في سياق سياسي حساس، بعدما استعاد حزب الجمهوريين يوم 28 غشت رشيدة داتي ضمن صفوفه، معلنا وبشكل رسمي ترشيحها لرئاسة بلدية باريس، مقابل انسحابها من انتخابات تشريعية جزئية كانت ستضعها في مواجهة مع الوزير الأسبق ميشيل بارنييه، في خطوة اعتبرها المراقبون وسيلة لتفادي انقسام داخلي.
لكن طموحات داتي البلدية ترافقها متاعب قضائية ثقيلة؛ إذ تمت إحالتها أمام المحكمة الجنحية بتهم «الفساد»و«استغلال النفوذ»، في ملف يتعلق باتهامها بممارسة ضغط غير قانوني في البرلمان الأوروبي لصالح الرئيس السابق لتحالف رونو-نيسان كارلوس غصن، مقابل أتعاب تقدر ب900 ألف يورو.
وكانت داتي قد دخلت في سجال علني مع الصحفي باتريك كوهن في يونيو الماضي على قناة فرانس 5، حيث هددته بإطلاق تحقيق ضده بخصوص اتهامات بالتحرش سبق أن نشرها موقع ميديابارت، ما زاد من توتير العلاقة مع الصحافة.