يعقد مجلس الأمن الدولي الخميس جلسة علنية حاسمة ( تم إرجاء الجلسة إلى يوم الجمعة بسبب تطورات الوضع في السودان) لمناقشة تطورات ملف الصحراء، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مشروع القرار الأميركي لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المينورسو، وسط مؤشرات على تعديلات تعزز الإشارة إلى “الحل السياسي الواقعي والتوافقي” الذي يعد مقترح الحكم الذاتي المغربي أبرز تجلياته.
الجلسة، التي ستعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عند الساعة 10 صباحا بتوقيت نيويورك (15:00 بتوقيت الرباط)، ستتضمن إحاطة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، قبل المرور إلى مناقشة نص القرار والتصويت عليه في جلسة مفتوحة من المنتظر أن يتم بثها مباشرة على webtv.un.org.
آلية التصويت في مجلس الأمن
يتكون مجلس الأمن من 15 عضوا، منهم خمسة دائمون (الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة) وعشرة غير دائمين يتم انتخابهم لفترات محددة.
• في المسائل الإجرائية (Procedural): يكفي الحصول على 9 أصوات مؤيدة، دون حاجة لموافقة الدول الدائمة.
• في المسائل الموضوعية (Substantive) – مثل قضية الصحراء – يجب الحصول على تسعة أصوات مؤيدة على الأقل من أصل 15، على ألا يصوت أي عضو دائم بـ”لا”، لأن ذلك يعتبر فيتو يؤدي تلقائيا إلى إسقاط القرار.
• أما الامتناع عن التصويت من طرف أحد الأعضاء الدائمين فلا يعتبر فيتو، ويمكن أن يمر القرار في هذه الحالة.
بعبارة أخرى، تمرير مشروع القرار الأميركي يتطلب 9 أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام أي فيتو من الصين أو روسيا على وجه الخصوص.
تركيبة المجلس الحالي (2025)
الأعضاء الدائمون:
• الصين
• فرنسا
• روسيا (الاتحاد الروسي)
• المملكة المتحدة
• الولايات المتحدة الأميركية
الأعضاء غير الدائمين:
• الجزائر (حتى نهاية 2025)
• غيانا (حتى نهاية 2025)
• كوريا الجنوبية (حتى نهاية 2025)
• سلوفينيا (حتى نهاية 2025)
• سيراليون (حتى نهاية 2025)
• الدنمارك (حتى نهاية 2026)
• اليونان (حتى نهاية 2026)
• باكستان (حتى نهاية 2026)
• بنما (حتى نهاية 2026)
• الصومال (حتى نهاية 2026)
مواقف الدول الأعضاء
الولايات المتحدة
الجهة الراعية لمشروع القرار، وتتمسك بمرجعيتها في دعم الحل السياسي “الواقعي والدائم”، ما يعني عمليا تبني مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي تعتبره “الإطار الوحيد للحل”.
فرنسا
أعلنت منذ يوليو 2024 اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وتتحرك بنشاط داخل المجلس لتأمين دعم أوروبي متماسك للقرار الأميركي، خصوصا لدى سلوفينيا واليونان والدنمارك.
المملكة المتحدة
غيرت موقفها تدريجيا خلال 2025، وأصبحت تعتبر مبادرة المغرب “الأساس الأكثر واقعية” لتسوية النزاع، ما يجعلها ضمن المعسكر الداعم للمغرب في التصويت.
الصين
تتبنى موقفا تقليديا يقوم على الحياد والدعوة إلى “حل متوافق عليه في إطار الأمم المتحدة”.
روسيا
تبقي مواقفها غامضة لكنها تميل إلى معارضة الصيغة الأميركية، وقد تستخدم حق النقض (الفيتو) إذا اعتبرت النص يخل بتوازن الموقف الدولي. لكنها أبدت في الفترة الأخيرة ليونة تجاه المغرب, وأعربت لأول مرة عن دعمها لحل سياسي قائم على التوافق.
الأعضاء غير الدائمين: توازنات دقيقة
الجزائر: المعنية الأولى بالملف، تعارض المشروع الأميركي بشدة وقد تمتنع عن التصويت، تعمل على كسب روسيا أو الصين لتقويض النص.
كوريا الجنوبية: أبدت في مايو 2025 دعما صريحا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، واعتبرتها “أساسا واقعيا ومتوازنا للحل”، ما يرجح تصويتها بـ“نعم”.
سلوفينيا: من الدول الأوروبية الجديدة داخل المجلس، وتشير تسريبات دبلوماسية إلى دور فرنسي مباشر في إقناعها بالتصويت لصالح القرار أو على الأقل الامتناع الإيجابي.
بنما: أعلنت أكثر من مرة دعمها الثابت للمغرب، وستصوت بلا شك لصالح القرار.
باكستان: تميل مواقفها إلى دعم وحدة الأراضي المغربية، ومن المرجح أن تؤيد القرار انسجاما مع توجهها الدبلوماسي تجاه الرباط.
سيراليون: تربطها علاقات وثيقة بالمغرب داخل الاتحاد الإفريقي، ويتوقع أن تصوت لصالح القرار.
الدنمارك: من الدول الأوروبية التي تساند عادة المواقف الغربية، ومن المنتظر أن تؤيد الصيغة الأميركية.
اليونان: تربطها علاقات متينة بالرباط، وأكدت في أكثر من مناسبة دعمها للحكم الذاتي المغربي، ما يجعل تصويتها مؤيدا شبه محسوم.
الصومال: لم تصدر مواقف علنية، لكنها تلتزم خط الحلف الغربي في الأمم المتحدة، وبالتالي يتوقع أن تصوّت بـ“نعم” أو تمتنع إيجابيا.
غيانا: رغم انتمائها لمحور دول الجنوب، إلا أنها تميل في مجلس الأمن إلى دعم القرارات الأميركية، ما يرجح تصويتها بالموافقة.
السيناريوهات المحتملة
السيناريو الأول: تمرير القرار الأميركي
• حصول المشروع على 9 إلى 11 صوتا مؤيدا، وامتناع روسيا أو الصين دون استخدام الفيتو.
• النتيجة: تجديد ولاية المينورسو مع لغة أوضح في دعم المقاربة المغربية.
• التأثير: نصر دبلوماسي واضح للرباط، وتثبيت لموقفها داخل الأمم المتحدة.
السيناريو الثاني: تمرير بصيغة معدلة
• في حال اعتراض روسيا أو الصين على بعض الفقرات، قد يتم تعديل النص لإضافة إشارات إلى “حق تقرير المصير” أو “استئناف المفاوضات المباشرة”.
• النتيجة: تمرير القرار بأغلبية مع لغة وسطية ترضي جميع الأطراف.
السيناريو الثالث: تعطيل أو تأجيل التصويت
• في حال استخدام الفيتو الروسي أو الصيني، يرجح تأجيل التصويت وإعادة فتح المشاورات المغلقة.
• النتيجة: تمديد تقني قصير للمينورسو دون مضمون سياسي جديد.
المحرر
ترجح المعطيات الدبلوماسية أن مشروع القرار الأميركي سيمر بأغلبية مريحة، بفضل دعم مجموعة من الدول الحليفة للمغرب، مقابل معارضة محدودة من الجزائر واحتمال امتناع الصين وروسيا.
وبذلك، ستكون جلسة الخميس مؤشرا حقيقيا على توازن القوى داخل مجلس الأمن، وعلى مدى قدرة الرباط على تحويل “دعم العواصم” إلى تصويت فعلي داخل قاعة المجلس.

