أدان القضاء الفرنسي، الأربعاء 30 يوليو، شخصين يحملان الجنسية الفرنسية والجزائرية بتهمة التورط في اعتداء استهدف الصحفي الجزائري المعارض عبدو سمار، خلال صيف 2023 في مدينة نانتير بضواحي باريس.
وقضت محكمة الجنح في نانتير بسجن المتهم الرئيسي يامين أ. لمدة خمس سنوات نافذة، فيما صدر حكم بـ 18 شهرا مع وقف التنفيذ في حق المتهم الثاني كريم ك.، وهو دركي سابق يعمل في مجال الأمن الخاص.
واعتبرت المحكمة أنه من المرجح أن يكون الاعتداء ذا خلفية سياسية مرتبطة بنشاط الصحفي ولا يدخل ضمن أعمال العنف العادية، مشيرة إلى احتمال أن تكون جهات جزائرية قد لعبت دورا غير مباشر في التخطيط أو التحريض.
وتعزز هذا الطرح من خلال مرافعات النيابة العامة التي تحدثت عن “عملية ترهيب” تستهدف المعارض الجزائري الذي يحمل صفة لاجئ في فرنسا، وتطرقت إلى مؤشرات بوجود صلات بين المتهمين وشبكات يشتبه في ارتباطها بنفوذ جزائري غير رسمي داخل التراب الفرنسي.
تفاصيل الاعتداء: هجوم مباغت وسط الشارع وتلميحات إلى “محاولة اغتيال”
وقعت الحادثة يوم 15 غشت 2023، عندما كان الصحفي عبدو سمار يسير في أحد شوارع نانتير متوجها لزيارة أحد معارفه، قبل أن يفاجأ بشخص يخرج من سيارة ويقوم برشه بغاز مسيل للدموع، بينما كان يشهر في يده الأخرى سلاحا ناريا، بحسب ما وثقته محاضر الشرطة وشهادة الضحية.
تمكن سمار من الفرار بمساعدة بعض المارة، وتم فتح تحقيقات مكثفة قادت إلى توقيف شخصين وتوجيه تهم ثقيلة لهما، من بينها العنف المتعمد مع سبق الإصرار.
وفي شهادته أمام المحكمة، أكد عبدو سمار أن الهجوم كان “محاولة اغتيال مدبرة”، متهما النظام الجزائري بالوقوف وراءها. وقال إن ما تعرض له يندرج في سياق حملة متصاعدة تستهدف إسكات الأصوات المعارضة بالخارج، مضيفا أن موقعه الإلكتروني Algérie Part سبق أن تعرض للاختراق، وأن 16 شخصا من المتعاونين معه داخل الجزائر تم اعتقالهم بعد كشف هوياتهم.
وأوضح الصحفي أن “النظام الجزائري لا يتردد في استهداف معارضيه في المنفى، وأن له أذرعا ناشطة داخل الجالية الجزائرية في فرنسا، تستخدم أحيانا في تنفيذ مثل هذه العمليات”.