الأربعاء, نوفمبر 5, 2025
الرئيسيةالمغرب - أوروباوسط تقارير عن خطط أميركية لنقل قواعدها نحو المغرب..مدريد تنفي وجود أي...

وسط تقارير عن خطط أميركية لنقل قواعدها نحو المغرب..مدريد تنفي وجود أي توتر مع واشنطن وتؤكد “علاقات طبيعية وبناءة”

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن العلاقات بين مدريد وواشنطن «تسير في إطار طبيعي وبناء بين حليفين يتقاسمان القيم والرؤية نفسها للعالم»، نافيا وجود أي توتر حقيقي رغم محاولات بعض الأطراف «تشويه الصورة لأغراض داخلية» بحسب تعبيره.

وأوضح ألباريس في مقابلة مع موقع Agenda Pública أن الولايات المتحدة تبقى «الحليف الطبيعي والتاريخي لإسبانيا وأوروبا»، مشيرا إلى أن التعاون يشمل ملفات الأمن والتجارة عبر الأطلسي، وأن اللقاءات الأخيرة بين مسؤولي البلدين، من بينها اجتماعاته مع نظيره ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت كانت «ودية وبناءة كما يليق بين شريكين استراتيجيين».

وأضاف الوزير أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في شرم الشيخ جرى أيضا «في أجواء ودية»، مؤكدا أن العلاقات بين إسبانيا وأميركا «تتجاوز الحكومات المتعاقبة، وتقوم على مصالح وقيم مشتركة»، وأن هناك «تواصلا دائما على جميع المستويات وأجندة كثيفة من الملفات التجارية والأمنية».

اتفاق جبل طارق يغلق مرحلة تفاوض طويلة

وتحدث ألباريس كذلك عن الاتفاق المتوصل إليه بشأن جبل طارق بين الحكومة الإسبانية والمفوضية الأوروبية، معتبرا أنه «ينهي مرحلة طويلة من التفاوض، ويفتح آفاق تعاون جديدة بين مدريد ولندن».

وأضاف أن الاتفاق يمثل «مثالا على قدرة إسبانيا على الدفاع عن مصالحها في إطار أوروبي موحد»، مؤكدا أن بلاده «تسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز أفضل العلاقات مع جيرانها»، في إشارة إلى محيطها الأوروبي.

وفي محور السياسة الداخلية، عبر وزير الخارجية عن أسفه لرفض الحزب الشعبي دعم السياسة الخارجية للدولة، رغم كونها، بحسب تعبيره، «سياسة تعكس ما يريده المواطنون الإسبان وتدافع عن قيمهم في العالم».

وقال ألباريس:

«من المؤسف أن يحاول الحزب الشعبي نقل الخلافات الداخلية إلى البرلمان الأوروبي، وتشويه صورة إسبانيا في الخارج، بدل أن يتصرف كقوة مسؤولة في السياسة الخارجية للدولة».

وأشار الوزير إلى أنه «مد يده أكثر من مرة» للتعاون مع المعارضة في ملفات استراتيجية مثل الاعتراف بدولة فلسطين والاتفاق حول جبل طارق، لكن الحزب الشعبي «اختار المواجهة بدل التوافق»، مضيفا أن الحكومة «ستواصل اتباع سياسة خارجية مستقلة تعبر عن صوت إسبانيا ومصالحها وقيمها في العالم».

علاقات متوترة 

وشهدت العلاقات بين مدريد وواشنطن توترا في الآونة الأخيرة على خلفية الخلاف حول مستوى الإنفاق الدفاعي الإسباني داخل حلف الناتو، بعد تصريحات حادة للرئيس الأميركي دونالد ترمب هدد فيها بفرض تعريفات جمركية مضاعفة على المنتجات الإسبانية، واصفا مدريد بأنها «العضو المتأخر» عن الالتزامات الدفاعية للحلف.

وخلال قمة الناتو في لاهاي، انتقد ترامب الحكومة الإسبانية لأنها لم تلتزم بهدف الإنفاق الجديد البالغ 5 % من الناتج المحلي الإجمالي، ولوح بإمكانية «إعادة النظر في موقع إسبانيا داخل الناتو» إذا استمر ما وصفه بـ«التقاعس عن تحمل المسؤولية الأمنية».

وذكرت تقارير أميركية نقلا عن مسؤولين عسكريين سابقين أن دوائر في البنتاغون والكونغرس أعادت طرح فكرة مراجعة تموضع القواعد الأميركية في أوروبا الجنوبية، بما في ذلك قاعدتا روتا ومورون في جنوب إسبانيا، كجزء من سيناريوهات استراتيجية طويلة الأمد، مشيرة إلى أن المغرب يعتبر أحد البدائل المحتملة بحكم موقعه الجغرافي واستقراره الأمني، لكن البيت الأبيض لم يصدر أي تهديد رسمي أو مباشر في هذا الشأن.

يجري ذلك في وقت ، أكدت الحكومة الإسبانية عبر وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس أن مدريد «تفي بالتزاماتها داخل الحلف وتظل حليفا وفيا»، معتبرة أن هدف 5 % «غير واقعي ولا يتناسب مع القدرات الاقتصادية الأوروبية». كما شددت المفوضية الأوروبية على أن أي إجراءات تجارية أحادية ضد دولة عضو «لن تكون مقبولة خارج الأطر الجماعية للاتحاد».

وبحسب صحيفة Financial Times، تمكنت إسبانيا من انتزاع استثناء رسمي من هدف الإنفاق الجديد في مفاوضات قادها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ما سمح بتهدئة التوتر مع واشنطن دون الدخول في مواجهة علنية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات