الخميس, أغسطس 7, 2025
الرئيسيةتقاريرمرشح ترمب لأفريكوم: إفريقيا ساحة مواجهة مع الصين وروسيا

مرشح ترمب لأفريكوم: إفريقيا ساحة مواجهة مع الصين وروسيا

خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، يوم 22 يوليو 2025، حذر الفريق داغفين آر. إم. أندرسون، المرشح لتولي قيادة القيادة الأميركية في إفريقيا (AFRICOM)، من تصاعد النفوذ الجيوسياسي لكل من الصين وروسيا في القارة الإفريقية، مشددا على أن المنافسة مع القوتين باتت أكثر تعقيدا.

وأوضح أندرسون أن الصين لم تعد تقتصر على الاستثمارات الاقتصادية، بل باتت تسعى إلى ترسيخ حضور عسكري واستخباراتي من خلال سيطرتها المتزايدة على موانئ استراتيجية في إفريقيا، ما يمنحها القدرة على تقييد حرية الحركة الأميركية في الممرات الحيوية في فترات الأزمة.

من جهة أخرى، أشار المسؤول العسكري الأميركي إلى أن روسيا تعتمد نهجا مختلفا يقوم على توظيف المعلومات المضللة واستغلال النزاعات الداخلية، بما يضعف الثقة في الشركاء الغربيين ويقوض تأثيرهم في عدد من دول القارة. واعتبر أن البيئة المعلوماتية باتت تمثل ميدانا متزايد الأهمية في سياق التنافس الدولي، الأمر الذي يستلزم أدوات ردع ملائمة بحسب تعبيره.

أندرسون: النفوذ الأميركي في إفريقيا لا يُبنى بالقوة وحدها

وفي رؤيته لمستقبل الدور الأميركي في إفريقيا، شدد أندرسون على أن الحضور الأميركي لا يمكن أن يقوم على المقاربة العسكرية وحدها، بل يحتاج إلى شراكات مدنية ومؤسساتية طويلة الأمد. وأوضح أن تجاربه الميدانية أثبتت أن بناء الثقة مع الحكومات والمجتمعات المحلية عنصر أساسي في نجاح المهام الأميركية، وأن التعاون مع الدبلوماسيين والمنظمات الإنسانية والمنصات الإعلامية المحلية يمكن أن يحقق تأثيرا استراتيجيا لا يقل أهمية عن العمليات العسكرية. ورغم أنه لم يذكر وكالة التنمية الدولية (USAID) بالاسم، فقد عبر عن دعم واضح للعمل المشترك مع الفاعلين المدنيين، مؤكدا أن “القوة الأميركية الحقيقية تكمن في الجمع بين الردع والشراكة”.

من جهة أخرى، عبر أعضاء بارزون في اللجنة عن قلقهم من تداعيات خفض المساعدات الخارجية، ولا سيما تلك المقدمة عبر USAID، على قدرة واشنطن على مجابهة التغلغل الصيني والروسي. وأكد السيناتور أنغوس كينغ أن القادة العسكريين الأميركيين أصبحوا يضطلعون فعليا بمهام دبلوماسية، تتطلب أدوات ناعمة لا يمكن تعويضها بالقوة الصلبة. بينما حذر السيناتور جاك ريد من أن الانسحاب من مجالات التنمية والمجتمع المدني سيترك فراغا تستغله قوى منافسة. واختتم أندرسون بالتشديد على أهمية برامج مثل “شراكة الولايات مع إفريقيا” (State Partnership Program)، التي رأى فيها نموذجا ناجحا للربط بين الأمن وبناء الثقة، مؤكدا أن “تفوقنا لا يقاس بعدد القواعد أو الجنود، بل بعمق العلاقات التي نرسخها على الأرض”.

داغفن ر. م. أندرسون المرشح لقيادة قوات إفريقيا AFRICOM

من هو داغفين أندرسون؟

يحمل الفريق داغفين آر. إم. أندرسون سجلا طويلا في سلاح الجو الأميركي، ويشغل حاليا منصب مدير تطوير القوة المشتركة (J-7) في هيئة الأركان المشتركة بوزارة الدفاع. تخرج من جامعة واشنطن في سانت لويس، وواصل دراسته العليا في جامعة جونز هوبكنز وجامعة هارفارد، كما استفاد من منحة أولمستد للدراسة في جمهورية التشيك. تولى سابقا قيادة العمليات الخاصة الأميركية في إفريقيا (SOCAFRICA)، وشارك في مهام جوية قتالية تجاوزت 700 ساعة طيران. ورشحه فريق ترمب في يونيو 2025 لقيادة AFRICOM، ليكون أول ضابط من القوات الجوية يتولى هذا المنصب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات