بدأ كبير مستشاري الرئيس الأميركي، مسعد بولس، اليوم الأحد، مشاوراته الرسمية في الجزائر، في محطة جديدة من جولة مغاربية انطلقت قبل أيام من تونس، في إطار تحرك يوصف بأنه “استطلاعي” لبحث قضايا إقليمية كبرى، على رأسها ملف الصحراء.
وقالت السفيرة الأميركية في الجزائرإليزابيت مور أوبين إن بولس استهل “يوما حافلا بالنقاشات الاستراتيجية لتعزيز الشراكة” بين الولايات المتحدة والجزائر، مشيرة إلى أن جدول الأعمال يعكس “التزاما مشتركا بالتقدم وتحقيق أولويات مشتركة”.
ويلتقي بولس خلال هذه الزيارة كلا من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية أحمد عطاف، ووزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، حيث ستتركز المحادثات، بحسب ما أعلنه المسؤول الأميركي، على قضايا التعاون التجاري والمصالح الاستراتيجية المشتركة في منطقة مستقرة ومزدهرة.
Next stop, Algiers for meetings with President Tebboune, Foreign Minister Attaf, and Minister of Energy and Mines Arkab. Looking forward to our discussions on commercial cooperation and mutual U.S.-Algerian interest in a stable and prosperous region.
— U.S. Senior Advisor for Africa (@US_SrAdvisorAF) July 27, 2025
ومن المرتقب أن يحل بولس لاحقا بالعاصمة المغربية الرباط، في إطار التحركات الأميركية التي تسعى، بحسب مصادر دبلوماسية، إلى استطلاع فرص تقريب وجهات النظر بين الرباط والجزائر حول قضية الصحراء، في ضوء تحولات إقليمية ودولية متسارعة.
وكان بولس قد صرح لقناة “العربية” في أبريل الماضي ، بأنه “سيزور المغرب والجزائر لمناقشة النزاع في الصحراء ”، مشددا على أن “واشنطن تؤكد وجوب الإسراع في إيجاد حل لهذا النزاع الذي عمر 50 عاما ”.

وتجدر الإشارة إلى أن بولس التقى، قبل وصوله إلى الجزائر، وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في باريس، حيث ناقشا، وفق تصريحات رسمية، سبل دعم السلام والازدهار في إفريقيا، خاصة في مناطق الشمال والساحل.
من تونس إلى ليبيا… جولة مكثفة لبولس
وبدأ مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، جولته المغاربية بزيارة رسمية إلى تونس، حيث استقبله الرئيس قيس سعيد في قصر قرطاج الثلاثاء 22 يوليوز. وقد تناول اللقاء بين الجانبين القضية الفلسطينية وملفات الإرهاب والسيادة الوطنية.
وعقب ذلك، انتقل بولس إلى ليبيا حيث أجرى سلسلة لقاءات منفصلة في كل من طرابلس وبنغازي.
وعقد بولس اجتماعا مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، قبل أن يجري لقاء موسعا مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الذي قدم خلاله عرضا مفصلا لشراكة استراتيجية في قطاعي الطاقة والمعادن تقدر قيمتها بـ70 مليار دولار. كما أشرف بولس في اليوم ذاته على توقيع عقد استثماري بقيمة 235 مليون دولار بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة “هيل إنترناشيونال” الأميركية، في خطوة وصفت بأنها تعكس توجها أميركيا متزايدا نحو ربط الاستقرار السياسي في ليبيا بإرساء بيئة استثمارية جاذبة وآمنة. والتقى بولس كذلك برئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، حيث ناقشا مستجدات الخطة الأممية الهادفة إلى توحيد المؤسسات السياسية في البلاد، ومسار العملية السياسية المدعومة دوليا.

أما في بنغازي، فقد عقد بولس اجتماعا مطولا مع المشير المتقاعد خليفة حفتر، حيث تركز النقاش حول جهود توحيد المؤسسات الليبية وتعزيز سيادة الدولة، إضافة إلى تقييم الأوضاع الأمنية في شرق البلاد. كما التقى في اليوم نفسه برئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ثم أجرى اجتماعا منفصلا مع الفريق صدام حفتر، في سياق مشاورات شملت أيضا الجوانب العسكرية والاستثمارية في المنطقة الشرقية.