نفت موريتانيا ما وصفته بـ”المزاعم” التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول استخدامها ممرا لأسلحة قادمة من أوكرانيا في طريقها إلى جماعات مسلحة تنشط في منطقة الساحل.
وأكدت في بيان نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء أن “تكرار هذه الادعاءات التي لم تدعم بأي دليل ملموس، يستوجب توضيحا لا لبس فيه”.
وشددت نواكشوط على أنها تبنت منذ أكثر من عقد استراتيجية راسخة للوقاية من التطرف العنيف ومكافحته، مكنتها من تجنب الانزلاقات الأمنية التي عرفتها المنطقة، ورسخت صورة بلد يحتذى به في هذا المجال.
كما أبرزت أن دبلوماسيتها حافظت على خط ثابت يقوم على التمسك بالتعددية، والالتزام الصارم بميثاق الأمم المتحدة، وتغليب الحلول السلمية، ورفض الاصطفافات الجيوسياسية.
وأشار البيان إلى أن موريتانيا تعتمد مقاربة قائمة على الأمن الجماعي في منطقة الساحل، تدعم من خلالها أشقاءها بعيدا عن الاستعراض الإعلامي، عبر تبادل المعلومات والوساطات الهادئة. كما ذكر بموقف نواكشوط من النزاع الروسي الأوكراني، حيث صوتت لإدانة المساس بسيادة أوكرانيا، لكنها رفضت تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مؤكدة أن هذا التوازن نابع من مواقف مبدئية وروابط تاريخية وليست نتيجة ضغوط أو مساعدات.
وفي ختام البيان، شددت موريتانيا على أن رفضها لهذه المزاعم يندرج ضمن نهجها الثابت: “قلة في الكلام، كثرة في الأفعال، ووفاء دائم للمبادئ”، مؤكدة أن استقرار المنطقة مسؤولية جماعية مشتركة.
اتهامات روسية عبر وكالة “تاس”
وكان مدير “رابطة ضباط الأمن الدولي” الروسي، ألكسندر إيفانوف، قد صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” أن “معدات ومقاتلين أوكرانيين يمرون عبر مناطق حدودية ضعيفة الحراسة مع موريتانيا وصولا إلى مالي”، مضيفا أن “خططا مماثلة تطبق في دول أخرى”.
وزعم إيفانوف أن “الأوكرانيين يجرون أعمالهم في إفريقيا سرا، بما في ذلك عبر السفارة الأوكرانية في موريتانيا”، محذرا من أن هذا التدخل يهدد بزيادة عدم الاستقرار في منطقة الساحل.
كما أشار إلى أن “موظفين دبلوماسيين أوكرانيين في الجزائر يشرفون على تسليم طائرات مسيرة إلى إفريقيا”.
وتعكس هذه التصريحات جانبا من الحرب الإعلامية والدبلوماسية الموازية للصراع الروسي الأوكراني، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز نفوذها في القارة الإفريقية مقابل اتهام كييف بمحاولات اختراق خفية.