ناقش البرلمان البرتغالي، يوم الجمعة، مقترحا تقدم به حزب «شيغا» يدعو الحكومة إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. وخلال هذا النقاش، حرص الحزب الاجتماعي الديمقراطي، الذي يقود التحالف اليميني الحاكم، على تجديد التأكيد بأن الموقف الرسمي للبرتغال “لا يحتمل أي لبس”، مشددا على دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الأساس الأكثر جدية ومصداقية وبناء لتسوية النزاع في إطار الأمم المتحدة.
الفريق البرلماني للحزب الحاكم نفى بشكل قاطع ما يثار من اتهامات بوجود أي روابط بين الحكومة البرتغالية وما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، مؤكدا أن لشبونة لم تربط قط أي اتصال بهذا الكيان الوهمي، وأن التزامها ظل منصبا على دعم حل سياسي واقعي ودائم تحت رعاية الأمم المتحدة.
تأتي مبادرة حزب «شيغا» في سياق مساعيه المتكررة للضغط على الحكومة من أجل تبني اعتراف رسمي بمغربية الصحراء، وهو مقترح صاغه الحزب في مشروع قرار رقم 123/XVII/1 المعروض على البرلمان. ورغم أن المبادرة لا تحمل طابع الإلزام القانوني للحكومة، إلا أنها تفتح نقاشا داخليا حول إمكانية الذهاب أبعد من الموقف الحالي.
غير أن الحكومة البرتغالية كانت قد حسمت موقعها منذ الصيف الماضي. ففي الإعلان المشترك الصادر يوم 22 يوليو 2025 عقب لقاء وزير الخارجية البرتغالي باولو رانغيل بنظيره المغربي ناصر بوريطة، جاء نص صريح يصف مبادرة الحكم الذاتي المغربية بأنها “الأساس الأكثر جدية ومصداقية وبناء” لتسوية النزاع. وهو ما اعتبر تجديدا لموقف ثابت تم التعبير عنه مرارا في المحافل الأوروبية والدولية، وتأكيدا على التزام لشبونة بدعم الجهود الأممية دون الانخراط في أي اتصالات مع الكيان الانفصالي.
هذا الموقف الرسمي حظي بإشادة مغربية واسعة، إذ ثمن وزير الخارجية ناصر بوريطة وضوح دعم لشبونة، فيما عبر رئيس الحكومة عزيز أخنوش، خلال اجتماعاته الأخيرة بنيويورك، عن شكره لوزارة الخارجية البرتغالية على ثباتها ووضوحها.
اتهامات من حزب شيغا للحكومة بالغموض
مشروع القرار الذي تقدم به حزب شيغا لم يقتصر على المطالبة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، بل تضمن انتقادات لاذعة للسياسة الحالية للبرتغال. فقد اعتبر الحزب أن الموقف الرسمي «غامض ومزدوج»، إذ يجمع بين دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية من جهة، والحفاظ على اتصالات مع ما يسمى «الجمهورية الصحراوية» من جهة أخرى.
وفي النص، ذهب شيغا إلى حد التأكيد على أن وجود ممثل للـRASD في لشبونة دليل على استمرار هذه الاتصالات الرسمية، معتبرا ذلك تناقضا واضحا يضعف صدقية السياسة الخارجية البرتغالية. كما وصف الحزب هذا الوضع بأنه «عبث دبلوماسي» يضر بالمصلحة الوطنية ويحول دون تعميق العلاقات البرتغالية-المغربية، مبرزا أن غياب موقف حاسم يفقد البرتغال فرصة لعب دور أوضح وأقوى في دعم حل سياسي دائم تحت رعاية الأمم المتحدة.
بناء على هذه المبررات، أوصى مقترح شيغا الحكومة بـ الاعتراف الفوري بسيادة المغرب على الصحراء، ووقف أي اتصال مع الكيان الانفصالي، وحث جبهة البوليساريو على نزع السلاح والدخول في مفاوضات سلمية.